هذه قصيدة للشهيد باذن الله الدكتور فتحي الشقاقي نشرتها مجلة المختار الاسلامي العدد 1 السنة الاولى في يوليو 1979م يقول فيها ابو ابراهيم رحمه الله :
كانوا خمسة ..
في يد كل منهم منجل ..
في يسرى كل منهم قفة ..
كانوا يا اصحابي خمسة ..
وقفوا في صف مكسور..
في أعينهم نامت مدن وبحور ..
بهذا الصف المكسور ..
خذ حذرك ..
مولانا هلت طلعته ..
يا صاحبي حضر المأمور..
مولانا كفا في كف ضرب ..
في العين لهب ..
في الصدر غضب ..
مولانا كالعادة صاح :
عرب ..فوضى عرب ..
***
كانوا خمسة ..
في يمنى كل منهم منجل ..
في يسرى كل منهم قفة ..
تركوا ( الدرق ) الاخضر ..
قالوا يوما او يومين ولا اكثر ..
يا عمال بلادي ..
هرمت غابات الزعتر ..
وانسكب الزيت وغصن الزيتون تكسر..
يا قلب الارض تحجر ..
لا تزهر ابدا لا تزهر
الا غضبا .. الا بركانا يتفجر..
***
كانوا خمسة ..
وجه واحد ..وجه مسيح ..
مصلوب يا سادة ..
أي والله مصلوب وجريح ..
والوجه السادس وجه قبيح ..
وجه يهودا القادم من خلف البحر ..
المانع في علب الليل قدوم الفجر ..
القاتل والمقتال ..
يبحث عن عمال ..
يتقدم صوب الخمسة ..
هيا يا صحبي ..
استيقظ في قلب الخمسة حزن دهور ..
في أعينهم تلمح قطرات من نور ..
في جفونهم تمتد جذور وجذور..
يا رعشة في صدري ..
يا بركانا أخذ يثور ..
لا .. لا يا هذا المأمور..
يطعنهم ..
والسكين في قاع القلب يغور ..
يا جرح تفتح يا جرح ..
يا جرح تفتح با جرح ..
يا أهلي هاتوا الملح ..
حتى يبقى حيا هذا الجرح ..
حتى يبزغ من ظلم الليل الصبح ..
لن أغفر لك ..
لن أغفر للك ..
تلعنني أمي ان كنت غفرت ..
تلفظني القدي ان كنت نسيت ..
تلفظني الفاء..
تلفظني اللام ..
تلفظني السين ..
تلفظني الطاء ..
تلفظني الياء ..
تلفظني النون ..
تلفظني كل حروفك يا فلسطين ..
تلفظني كل حروفك يا وطني المغبون ..
ان كنت غفرت ..
او كنت نسيت ..
( الدرق الاخضر هو محطة الاتوبيسات الرئيسية خارج احد ابواب القدس القديمة حيث ينطلق العمال العرب الى اعمالهم في عمق الاراضي المحتلة )
رحم الله القائد الشهيد باذن الله واسكنه فسيح جناته