شبكة غزة للحوار

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكة غزة للحوار هي شبكة حوارية مفتوحة للجميع وتخص المواضيع النضالية الخاصة بالشعب الفاسطيني واخر الأخبار والمستجدات.

أعز الناس .. قصة قصيرة 110

    أعز الناس .. قصة قصيرة

    شبكة غزة
    شبكة غزة
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 391
    تاريخ التسجيل : 07/03/2011

    أعز الناس .. قصة قصيرة Empty أعز الناس .. قصة قصيرة

    مُساهمة من طرف شبكة غزة الأربعاء نوفمبر 07, 2012 4:57 pm




    أعز الناس ..

    أخيراً أطمئن عليها .. وسلمها إلى عريسها ..

    أحتضنها بعينيه لأخر مرة .. حتى يحفر تلك اللحظة بقلبه .. بل بكل كيانه ..

    مسح كل شيء فيه ... ليحفر صورتها فقط ..

    لم يستطع أن يحافظ على اتزانه فجذبها برفق لترتمي هي في أحضانه و سالت وقتها كل الدموع الحبيسة لترسم على قميصه سطور حكايتهم ..

    وقتما كانوا أيتام صغار .. لا حول لهم و لا قوة ولا ملجأ إلا الله ..

    وجدت نفسها الأم والإبنة ..

    أغدقت عليه الحنان كله و احتواها هو كطفلته ..

    حتى كبرت الزهرة و أصبحت وردة تزدان بجمالها الفتان ..

    اليوم يزفها لرجلها ..

    عريسها ..

    الذي سيكمل رحلة العناية .. ولكن لن يكون أبداً هو..

    لأنها طفلته و ليس طفلة عريسها ..

    هي وجع الليالي التي التهم فيها الجوع أمعاءه و هو يبتسم أمام مرأى عيونها وهي تتألق بنظرة الشبع و الراحة و الإطمئنان ..

    ذاق المر و العذاب والهوان .. لتكون بعيدة عن أي إهانة ..

    هي روحه ونبض قلبه و كل حياته ..

    اليوم زفها .. و أدى أمانته بأكملها ..

    لكن لن تغيب عن ناظريه أبداً ..

    هو سندها كان و سيبقى حتى تفيض الروح ..

    وبعد ذلك لها خالقها الحنان المنان ..

    اعتدلت لتتلاقى عيونهم في محبة غامرة لو وزعت على الكون لملئته حناناً ووداً و دفئاً ..

    مسح دموعها الغالية بيديه التي طالما ربتت على رأسها في ليالي الشتاء الباردة حتى تدفئها و تسليها حتى تُسلمها لعالم النوم و أجمل الأحلام ..

    ودعها إلى لقاء لتنطلق مع عريسها ..

    وبقي هو يلوح لها بيديه و قلبه و مشاعره و كل قطرة في دمه تشيعها بالحب و الحنان ..

    أطلق آهة من أعمق أعماقه ..

    ثم دار على عقيبه عائداً إلى معترك الحياة ..

    مر شريط الذكريات كلمحة البرق أمامه وهو يتذكر ذلك الموقف البعيد عندما قفزت في مرح وهي تقول له ضاحكه :
    - من الذي يحنو على الآخر ..

    و أستطردت بعجب :
    - أنا أم شقيقي الصغير ..

    نظرت إليه في حنان غامر و اكملت بكلمات تلهج حباً ووداً :
    - أنا شقيقتك الكبرى ، لكنك أنت أبي و أمي و أخي و صديقي ..

    لا حرمت منك يا أعز الناس ..

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 9:05 am