اغتيال الشهيد ابو علي مصطفى محاولة لاغتيال تاريخ نضال شعب
لا ادري من اين ابدا بقافلة الشهداء التي بدأت بمحمد جمجوم وفواد حجازي وعطا الزير ام بأبي علي مصطفى مرورا بالقسام ومصطفى حافظ (ابو الفدائيين)، وغسان كنفاني وخليل الوزير، كمال ناصر وكمال عدوان (الكمالان) وابو يوسف النجار، وابو علي اياد وابو علي سلامة ويحيى عياش وجمال منصور وجمال سليم (الجمالان) وغيرهم الكثير الكثير.
فهؤلاء الشهداء الابطال يمثلون محطات نضالية مشرقة ومشعة في تاريخ شعب مجاهد قدم الغالي والنفيس من اجل عدم اقامة الكيان الصهيوني المسخ على ارض فلسطين، او توطيد اقدامه عليها او التوسع في قضم هذه الارض المباركة على مدار التاريخ.
نعم، لقد تحللت اجساد هؤلاء الابطال، ولكن ارواحهم بقيت تحلق فوق رؤوسنا وتفاعلت واستقرت بوجداننا ودمائنا وعقولنا واجسادنا، تتوارثها اجيال الشعب الفلسطيني جيلا بعد جيل.
يعتقد الاحتلال انه بغياب اجساد هؤلاء القادة يندثر الشعب الفلسطيني ولم تقم له قائمة، فاذا به يفاجأ بان هذا الشعب سرعان ما يختصر مدة استراحة المقاتل لينتفض كالعنقاء من بين الركام والرماد، ينتفض عليهم ضاربا بجناحيه رؤوسهم ويفقأ عيونهم.
هؤلاء الابطال بدمائهم ينقشون التاريخ باحرف من نور تضيء طريق الحرية للاجيال اللاحقة، هؤلاء الذين يفدون شعبهم لكي يحيا وتحيا امتهم بعز وكرامة مرفوعي الهامات، ليعيدوا صياغة التاريخ واستحضاره بكل فخر وشموخ، بأقدامهم يزلزلون الارض وما عليها، يقضوا مضاجع الاعداءمحولين احلامهم الى كوابيس، تلاحقهم ارواح الابطال والابرياء ليل نهار منغصين عليهم تفاصيل حياتهم حيث تحولوا الى اشخاص غير اسوياء يتطلب علاجهم في مشافي للامراض العقلية، فلم يعودوا يتذوقوا طعما للراحة لا في شرابهم ولا مأكلهم ولا منامهم.
وهكذا ستبقى حقوق شعبنا وارواح شهدائنا التي تزخر وتفخر السماء بهم تطارد المحتلين في كل ركن من مستوطناتهم وطائراتهم ودباباتهم الى ان يخرجوا من كل شبر من ارضنا الفلسطينية يجرون اذيال الخيبة متجرعين مرارة الهزيمة.
ولن يضيع حق لشعب ارواح وبطولات شهدائه تسكن فيه الى الابد.. وانا لمنتصرون ما دام فينا طفل يتنفس هواء فلسطين ■