شبكة غزة للحوار

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكة غزة للحوار هي شبكة حوارية مفتوحة للجميع وتخص المواضيع النضالية الخاصة بالشعب الفاسطيني واخر الأخبار والمستجدات.

رسالة في زمن الفصل... بقلم ابو الربيع الحارثي 110

    رسالة في زمن الفصل... بقلم ابو الربيع الحارثي

    شبكة غزة
    شبكة غزة
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 391
    تاريخ التسجيل : 07/03/2011

    رسالة في زمن الفصل... بقلم ابو الربيع الحارثي Empty رسالة في زمن الفصل... بقلم ابو الربيع الحارثي

    مُساهمة من طرف شبكة غزة الإثنين ديسمبر 10, 2012 12:15 am



    رسالة في زمن الفصل القصيدة 9

    لأنّي ..
    أراك على بابنا واقفاً كالجدار
    لأنك ..
    تمنع اشراقة الشمس أن تستقر على بابنا
    لأنك ..
    تمنع همس المحبين ما بيننا
    لأني ..
    أحبّ الحياة لطفلي
    وأنت..
    بكل الذي ترتديه ..
    من الموت والنار تقتل حبي
    لأني ..
    مليء بكل حكايات حبي القديم ..
    وأنت..
    تفتت روحي وقلبي ..
    لأنك..
    في دفتر الطفل
    سطرٌ نشازٌ..
    وحرفٌ نشازٌ..
    وصوتٌ نشازٌ ..
    كصوت الجنائز لا نشتهيك
    لأنك ..
    لا تعشق الورد مثلي ..
    وتعبد
    رائحة الموت
    والنار
    والدم ..
    لا نشتهيك ..
    * * *
    هي الأرض للورد لا للمقابر
    يا قاتليها
    هي الأرض للقمح لا للجنائز
    يا سارقيها
    هي الأرض لله ..
    يعمرها من يحب الحياة
    ويزرع فيها الأمان الحقيقي
    يا غاصبيها
    هي الأرض للطفل يضحك ..
    كالفجر ..
    كالطير ..
    كالرزق ..
    ينساب حبا وعطرا ..
    هي الأرض تعشق
    طعم الحياة ..
    ولون لحياة ..
    ونبض الحياة ..
    ودفْ الحياة ..
    فلا تحرقوها
    لأنّا..
    نحب لأطفالكم أن يعيشوا
    كأطفالنا ..
    نقول لكم :
    ارحلوا واتركوها .
    * * *
    خروج من الموت ..
    يعني الحياة ..
    خروج من النار..
    يعني النجاة ..
    هروب من الرمل
    خير من الموت فيه احتراقا..
    نجاة من البحر
    خير من الموت فيه اختناقا
    كفاك احتراقا ..
    كفاك اختناقا..
    هو الفصل فاخرج ..
    مع الفجر ..
    في الليل ..
    عند الظهيرة ..
    لا تلتفت
    فليس هنا واحدٌ يشتهيك ..
    ودعنا نذوب
    مع البحر والرمل عشقاً وحباً
    ودعنا نذوب اشتياقا .
    * * *
    هو الفصل فاخرج ولا تلتفت ..
    فلا تحترق ..
    ولا نحترق ..
    وفي الريح متسع للهروب ..
    هو العمر لا يستطيع انتظاراً..
    فخذ ما تبقى من العمر وارحل ..
    وعش حيث شئتـــا
    وعش كيف شئتـــا
    ودعني أعيش كما شئت دعني
    فأنت هو الموت
    والموت أنتــــا..
    فدعنا فإنا نحب الحياة
    وعد حيث كنتــــا .
    * * *
    تمنيت ألا تكون ابتداءً
    فكنتــــــا
    وكان احتراق الأماني
    وأنتــــــا
    جحيم على جمره نستريح
    فقل لي بربك ..
    قل لي بربك
    كيف بمن يستريح على الجمر
    والجمر أنتـــــا ؟؟!!
    * * *
    هو الزرع زرعي ..
    هو البيت بيتي ..
    هو الماء مائي ..
    فدعني
    لزرعي
    وبيتي
    ومائي
    ولا تلتفت
    حيث تهوي بك الريح
    عني بعيـــــــــــــدا
    ودعني وحـــــــيدا..
    هو الفصل فاخرج ولا تلتفت
    ولا تنتظر أبدا أن تعود ا.
    ستهوي بك الريح عني بعيداً ..
    وأهوي كما يفعل العاشقون
    إلى كل حبة رمل حبيبٍ
    أقبّلها ..
    أمسح الحزن عن وجهها
    أستريح
    وأروي لها قصة الكبرياء
    فدعني وحيدا.
    * * *
    لغزة في عيدها اليوم أشدو
    لغزة في جرحها اليوم أشدو
    ففي العيد جرحٌ
    وفي الجرح عيدٌ
    وحرٌ وعبدٌ
    هو الجرح والعيد يختلطان
    هو العبد والحر لا يصمتان
    فقل لي :
    لمن أصهر الحرف حتى أغني؟!
    لمن أعصر الحرف حتى يغني؟!
    أغني لغزة بحر الدماء ؟
    أغني لغزة فجر الضياء ؟
    أغني لغزة مهد الإباء ؟
    رويدك ..
    أدركت أن غنائي
    إذا كنت أحسنه أن أغني
    لعاشقة النزف والكبرياء .
    اغني لغزة
    فاتحة الخير نحو التخلص
    من بصمة الموت
    صوت الجريمة
    صمت القبيلة
    أغني لغزة طعم الرجولة والكبرياء
    أغني لغزة فجر الإباء .
    * * *
    هو الفصل فاخرج ولا تلتفت
    هو الفصل يصنعه الجرح يشدو
    هو الجرح
    اغني بطعم الشهادة لحني
    وأرقص
    والصوت لا يستريح
    وأحرفنا ..
    تصنع اليوم فجرا
    وأحرفنا ..
    تعبق اليوم عطرا
    وأحرفنا ..
    كالرمال الأبية عدّاً وطهرا
    وأجمل ما يكتب الكاتبون
    وأجمل ما في الحروف التي ينشد العاشقون
    عطر الشهادة
    صوت المقاوم
    صبر المراغم
    خلف الزنازين يختال حـــــرا..
    وبالصبر والقيد يصنع فجـــرا

    هو الفصل فاخرج ولا تلتفت
    فاني سئمتك
    كالداء
    كالموت
    كالحزن
    دعني وحيداً ولا تلتفت
    فاني خلقت من الأرض حـــــــــــرّا..

    يحيى السعيد
    جلبوع
    حزيران / 2006





    هذه القصيدة كتبتها في الزمان والمكان الموضحين أعــلاه
    بمناسبة انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة .


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 9:41 pm