الرئيسية
خاطرة لأهل فتح.. ما الإنطلاقة؟؟
31/12/2012
بقلم: د جمال نزال
قبل 47 عاما 364 يوم وبضع ساعات جلس نخبة من ساسة إسرائيل ليلا على شرفة في مدينة يافا تطل على البحر. بحرنا نحن. شربوا وفكرا: طردناهم بنجاح. سكتوا ولن يرجعوا. سيظلوا لاجئين. ساكتين. في صبيحة ذلك اليوم كانت أما فلسطينية لاجئة لخمسة أطفال قد اصطفت لساعات في طابور أمام منظمة للأمم المتحدة هدفها إلهاء اللاجئين بالأكل والبطانيات. حصلت على نصف كيس من الطحين. وشيئ من الأرز. طبخت وأكل الأطفال وناموا في كونتينر. في تلك الليلة ولد الطفل الفلسطيني جهاد. بيتهم في يافا كان قد غدا مسكنا لعائلة صهيونية من مايروتيزيا أو شيئ كهذا! أكلت العائلة الصهيونية في بيت فلسطيني ورقصوا وفرحوا بغدهم الجديد. ثم ولد اتسحاق.
انتصف الليل. وكان في رحم التاريخ شيئ جديد يسمى فتح. فجرت فتح صمت الفلسطينيين على الإحتلال. وفجرت صروح الصمت العربي كذلك. انتهى قعود فلسطين في كرسي الضحية الصامتة. صار لفلسطين بكسات وعصي وبندقية وقنابل وكاتيوشا وعتاد ثقيل. فتح صارت جيشا. آخر رصاصها يتردد أصداء في جنين من عام 2002. فتح فاتكة وفولاذية في مجال الإشتباك العسكري رجل لرجل. حامد ثائر منفذ عملية وادي النار رفض إطلاق النار على امرأة اسرائيلية وأطفالها. وجب عليه المحافظة على تفوق فلسطين أخلاقيا كي لا ينتصروا علينا إعلاميا.
في عام 1982 تقابل جهاد مع ابن جيله الإسرائيلي المجند اتسحاق في لبنان. قتل إسحق ومات. وقتل جهاد الفتحاوي شهيدا. خسرت اسرائيل في لبنان 667 جندي. فتح ضربت العدو حتى استوى نطاق النجموم الأزلي في سماء التاريخ الفلسطيني. فتح كتبت. ومرت من هنا حيث أنت الآن تجلس هانئا تقرأ هذه السطور. فتح تحبك. وتحميك وتحتمي بك إن كنت تحب فلسطين.
أبو عمار رفض الخضوع للخوف. وأبو مازن رفض الخضوع للخوف. لا تستطيع حركة كفح أن تتعلم لغة الخوف. صبرنا طويل. وباعنا كذلك. إنتظروا الذكرى وكونوا فيها. أكتبوا التاريخ. كونوا على الصورة التي ستلتقط لتبقى. كونوا حرفا للتاريخ. إضمنوا كرسيكم جنب عرش البقاء. تعالوا إلى المهرجانات. كلكم.
عاشت فتح
عاشت فلسطين
المجد لأبطالبنا الشهداء
المجد لشهداء الفصائل كلها
المجد لجرحانا
المجد لأسرانا أفضل ما هو على قيد الحياة منا
كل عام وفلسطين بخير
كل عام وفتح بخير
